×××
على سفح العِشرين تسابقت خُطآي..
لاهثة عَلى عَجَلٍ ، عَلى أنّهآ لا تَدرِي مُبتَغآيْ..!
حَثَثْتُ قدّميّ على السّيرِ دونَ توقّف..
دونَ تفكيرٍ جديّ..
دون ترسيخٍ مُستقبَليّ
كَمن فقدَ السّيطرةَ عَلى جَسَده ..
لَهثتُ لما تعبْتْ..
و تشتّتُ في قمّة السّفح..
صُعقتُ ، ذُهلتُ ، ترنّحتْ..
حينَ رقيتُ يدي لِتستَشعرَ خَفقآتي
وتُهدّئُ من رَوعآتِي..
عِندمآ وعيْتُ أن قلبي..
لم يَكن..
هُناك..
لا لم يكُن..!!
فأينُه مني ؟!
ღ
أرضاً آرتميْت ، و للخلفِ التفتّ ..
أرمُقٌ من سَفحِ العشرين..
سَنواتٍ افتَرَشت وِديآنه ..
أيامٌ من عُمري تسلّقتُ على ظَهرِها ، وأكتافِ دقائِقِها..
بشغفٍ حتى أصلَ لما وصَلتْ
حدّقتُ بسنوآتي مشدوهةً..
أكنتُ هُناكَ حقاً ؟
هل مرَرْتُ من تلك الدهاليز يوماً ؟
هَل عَبرتُ تلكَ العقَبآت ؟
هل تَخطّيتُ أصعبَ المُنحدرات ؟
هل فعلتُ ذلك ؟
ღ
أذكرُ أن سنيني كانت مزيجاً مُتجانساً..
من الطّفولة و الصّبا..
من العُنفوان و الأرق!!
و الآن..
هل صرتُ أرمُقُني بائِسةً في مآضيّ ؟!
الماضي..
ذلك الذي كآنَ هُنآك..
ليسَ في البَعيد..
لكن أنا من ابتعد..
لماذا ؟!
لماذا ؟!
ღ
هل أفتقدني حقاً ؟
أفتقدُ تلك الساذجةَ المُتهوّرة في داخلي؟
نعم أفتقدني..
أفتقدُ حُزنَ الطّفولة وَ حُبورها الساذج..
أفتقدُ خَيآلها ، فضاءاتِها ، شَخصيآتِها..
أفتقدني..
ساعاتٍ وساعات..
وأشتآقُني..
ღ
أشتآقُني..
كُلما تزكَشَتِ السّماءُ بالقمَر
كُلّما زقزَقَ عُصفورٌ في السّحر
كلما تثاءبَت رمُوشي للسّهر
ღ
أشتآقُني..
كلّما بكت الغُيومُ من مِطَر
كلما امتشقتِ الأرضُ و الفضا قوس المطر
كُلما فاحت بِعطرِها .. الورودُ و الزّهر
ღ
أشتآقُني..
طفلةً تُلقي بأحلامِها قبلَ جَسَدِهآ على مقعَدِ أرجوحتها..
ثم تتأرجحُ كمن تختالُ أمامَ حشدٍ يَرقُبها بحسد !
ღ
أشتآقُني..
همسةً .. هفهآفةً .. تَبوحُ عيونُها بالأمل..
ღ
أشتآقُني..
أمنِيةً..أغنيَةً..صآخبةً..جامحة الفِكرْ..
ღ
أشتآقُني..
قلباً أبيضاً..عالماً ورديّاً..صرحاً للبراءة والطّهر..
أشتآقني أنا ولا شَيءَ سوا أنا..
ღ
فأينَ أنا منّي..
وأين سِنيني من حاضري؟
أينَ أضعتني؟!
في أيّ منعطفٍ تخلّيتُ عني؟
و من أجلِ ماذا ؟!
من أجل مـــاذا ؟!
ღ
تعساً لِقلبٍ ضجّ مني...
ضاقت بهِ رِحآبُ صدري..
وعذّبتهُ أنا الجديدة..
فلم يجد سبيلاً للخلاص...
فَ ولّى الدُّبرَ.. أو _ربما_ انتحر!